إدارة المخاطر في التداول دليلك لتجنب الخسائر والبقاء في اللعبة هل تعلم أن أغلب المتداولين الأفراد لا يخسرون بسبب قراءة خاطئة للمؤشر أو الاتجاه؟
بل لأنهم لا يُجيدون إدارة المخاطر في التداول.
وفقًا لإحصائيات متعددة، النسبة الأكبر من المتداولين الأفراد يخسرون جزءًا كبيرًا من حساباتهم خلال الشهور الأولى، ويخرجون من السوق دون أن يمنحوا لأنفسهم فرصة التعلم والتطور. في هذا الدليل، سنشرح:
- ما هي إدارة المخاطر في التداول؟
- لماذا هي ضرورية لكل متداول؟
- كيف تبني خطة إدارة مخاطر فعّالة خطوة بخطوة؟
- وما هي الأخطاء الشائعة التي تدمّر الحسابات؟
لماذا يخسر معظم المتداولين؟
السبب الأساسي لخسارة أغلب المتداولين ليس الجهل الفني، بل غياب خطة واضحة لإدارة رأس المال. بدون استراتيجية واضحة للتحكم في الخسائر، أي صفقة خاسرة قد تتحول إلى كارثة مالية.
تخيل هذا السيناريو:
أنت تخسر 50% من حسابك. لاستعادة الرصيد، تحتاج إلى ربح 100% فقط للرجوع لنقطة البداية.
ألم يبدأ الضغط يرتفع الآن؟ هذه هي حقيقة السوق.

ما هي إدارة المخاطر في التداول؟
إدارة المخاطر في التداول تعني ببساطة وضع قواعد وأدوات تساعدك على تقليل الخسائر المحتملة، وحماية رأس مالك، حتى تمنح نفسك فرصة للبقاء في السوق والتعلم وتحقيق الأرباح على المدى البعيد.
تشمل أدوات إدارة المخاطر:
- حجم الصفقة المناسب
- أوامر التداول مثل وقف الخسارة وجني الأرباح
- نسبة العائد إلى المخاطرة (RRR)
- تنويع المحفظة
- الانضباط النفسي
قاعدة ذهبية: الصفقة الرابحة تزيد حسابك، لكن الصفقة الخاسرة المدارة جيدًا “تحميه”.
لماذا تعتبر إدارة المخاطر حجر الأساس في التداول؟
عندما تسمع عن “أسرار النجاح في التداول”، غالبًا ما يتجه الحديث إلى التحليل الفني، أو استراتيجيات الدخول والخروج، أو التوقيت الدقيق للأسواق. لكن الحقيقة هي أن كل هذه الأدوات، مهما كانت متقدمة، لن تنقذك إذا غابت إدارة المخاطر في التداول.
هذه ليست مجرد مهارة جانبية، بل هي الأساس الذي يُبنى عليه كل شيء آخر. فهي التي تحدد إن كنت ستبقى في السوق حتى تتعلم وتتطور، أو إن كنت ستخرج منه بعد أول موجة خسائر قاسية.
1. رأس المال هو وقودك: حافظ عليه
في عالم التداول، رأس المال مثل الأوكسجين. بدونه، لا يمكنك الاستمرار، حتى لو كنت تملك أفضل استراتيجية.
إدارة المخاطر في التداول تعمل كدرع واقٍ لرأس المال. كل قاعدة تضعها – سواء عبر تحديد حجم الصفقة، أو استخدام أوامر التداول مثل وقف الخسارة في التداول – تهدف إلى شيء واحد: إبقاء الحساب على قيد الحياة.
2. السوق لا يرحم من يبالغ في الثقة
حتى المحترفين يخطئون، والأسواق تتغير بشكل غير متوقع. الاعتماد على الثقة الزائدة دون حماية ذاتية من خلال قواعد إدارة المخاطر هو أقصر طريق للخسارة.
في هذه الحالات، تكون أوامر التداول مثل وقف الخسارة هي طوق النجاة، حيث تمنع الصفقة من التحول إلى كارثة.
3. الهبوط الكبير = صعود أصعب
إليك هذا المثال البسيط:
- إذا خسرت 10% من حسابك، تحتاج إلى ربح 11.1% فقط للتعويض.
- إذا خسرت 50%، ستحتاج إلى 100% ربح فقط للرجوع إلى نقطة البداية!
وهنا تظهر أهمية إدارة المخاطر. كلما كانت الخسارة صغيرة ومدروسة، كان الطريق إلى التعافي أسهل وأسرع. وهذا هو الفارق بين المتداول الناجي والمتداول المنهار.
4. القاعدة النفسية: الاستقرار الداخلي يسبق النجاح
التداول ليس فقط أرقام وتحليل، بل أيضًا عواطف وتوتر وضغط نفسي. المتداول الذي لا يملك خطة واضحة لإدارة المخاطر، غالبًا ما يقع في فخ الخوف أو الطمع. يبدأ بتحريك وقف الخسارة بعيدًا، يضاعف حجم الصفقة لتعويض الخسارة، أو يدخل صفقات عشوائية بدون تحليل.
أما المتداول المنضبط الذي يلتزم بـ أوامر التداول وخطة واضحة لـ وقف الخسارة في التداول، فإنه يتمتع براحة نفسية تسمح له باتخاذ قرارات منطقية، بعيدة عن الانفعالات.
5. الاستمرارية أهم من الفوز السريع
قد تحقق ربحًا كبيرًا في صفقة واحدة. لكن إن لم تكن لديك إدارة مخاطر واضحة، فقد تخسر كل شيء في الصفقة التالية.
النجاح الحقيقي في التداول لا يُقاس بربح صفقة واحدة، بل بالقدرة على البقاء في السوق على المدى الطويل وتحقيق أرباح مستمرة ومتراكمة.
- لا توجد استراتيجية تداول ناجحة بدون إدارة مخاطر صارمة.
- أوامر التداول مثل وقف الخسارة ليست خيارًا، بل ضرورة.
- الحفاظ على رأس المال هو الأولوية رقم واحد.
- الجانب النفسي يحتاج لقواعد واضحة ليحافظ على ثباتك.
- كل خطة تداول يجب أن تبدأ بإجابة سؤال:
“ماذا سيحدث لو سارت الصفقة ضدّي؟”
إذا لم تكن تملك إجابة واضحة، فأنت لا تتداول… بل تقامر.
بالطبع، إليك توسعة احترافية لجزئية “مبادئ إدارة المخاطر في التداول”، بأسلوب تعليمي، وباستخدام إطار AIDA وPAS، مع تضمين الكلمات المفتاحية التالية بشكل طبيعي ضمن السياق:
- إدارة المخاطر في التداول
- أوامر التداول
- وقف الخسارة في التداول

مبادئ إدارة المخاطر في التداول: الأساس الذي لا غنى عنه لأي متداول محترف
سواء كنت مبتدئًا تتعلم أساسيات التداول أو متداولًا لديه سنوات من الخبرة، فإن مبادئ إدارة المخاطر في التداول تبقى هي العمود الفقري لاستمراريتك وربحيتك. من دونها، حتى أفضل الاستراتيجيات الفنية ستفشل، وستجد نفسك دائمًا في دائرة الخسائر.
دعنا نستعرض هذه المبادئ بشكل موسّع، لتتمكن من دمجها في روتينك التداولي بطريقة عملية وواضحة.
1. قاعدة الـ 2%: لا تغامر بكل شيء في صفقة واحدة
أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها المتداولون المبتدئون هي المخاطرة بجزء كبير من رأس المال في صفقة واحدة “لأن الإشارة قوية”.
ولكن السوق لا يرحم الثقة الزائدة، بل يكافئ الانضباط.
القاعدة: لا تخاطر بأكثر من 2% من رصيد حسابك في أي صفقة واحدة.
مثلًا، إذا كان لديك 5000 دولار، فأقصى خسارة يجب أن تسمح بها هي 100 دولار فقط.
هذه القاعدة تضع لك سقفًا نفسيًا وماليًا للخسائر، وتمنحك فرصة الاستمرار حتى لو واجهت سلسلة من الصفقات الخاسرة.
2. وقف الخسارة في التداول: أمر صغير، يحميك من خسائر كبيرة
من أهم أوامر التداول وأكثرها تجاهلًا للأسف، هو أمر وقف الخسارة.
هو ببساطة “الزر الأحمر” الذي ينقذك من الانهيار إذا سارت الصفقة في الاتجاه الخاطئ.
لا تترك صفقاتك مفتوحة على أمل العودة – السوق لا يعرف العواطف.
احرص دائمًا على تحديد وقف الخسارة قبل الدخول في الصفقة.
مكان وقف الخسارة يجب أن يُحدد بناءً على التحليل الفني:
- أين يفشل السيناريو؟
- متى أقول “تحليلي غير دقيق ويجب الخروج”؟
تذكّر: وقف الخسارة ليس علامة على الفشل، بل هو أداة لإدارة رأس المال باحترافية.
3. نسبة العائد إلى المخاطرة: كيف تربح حتى لو كنت مخطئًا أكثر من مرة؟
من المبادئ التي تفرّق بين المقامر والمتداول المحترف هي الالتزام بنسبة العائد إلى المخاطرة.
وهي ببساطة: كم يمكنك أن تربح مقابل كل وحدة تخاطر بها.
النسبة المثالية: 1:2 على الأقل
أي إذا كنت تخاطر بـ 100 دولار، يجب أن يكون هدف الربح 200 دولار.
هذه النسبة تعني أنه يمكنك أن تخسر أكثر من 50% من صفقاتك، ومع ذلك تكون رابحًا في المجمل.
القاعدة: لا تدخل صفقة بدون هدف واضح ووقف خسارة واضح.
التداول بدون نسبة مخاطرة/عائد واضحة، هو مقامرة.
4. حجم الصفقة: كيف تحوّل الخسارة الكبيرة إلى خسارة يمكن تحملها؟
أغلب المتداولين يركزون على “أين أدخل السوق؟”
لكن المحترفين يسألون أولًا: “كم يجب أن يكون حجم الصفقة؟”
حجم الصفقة هو الجسر بين رأس مالك واستراتيجية المخاطرة.
لحساب الحجم المناسب:
- حدد كم تريد أن تخاطر به (مثلاً 2% من حسابك).
- حدد المسافة بين نقطة الدخول ووقف الخسارة.
- احسب عدد اللوتات أو العقود التي تجعل الخسارة عند وقف الخسارة تساوي النسبة التي اخترتها.
بهذه الطريقة، حتى لو تحرك السوق عكس توقعك، ستكون الخسارة مضبوطة ومقبولة.
5. التنويع: لا تضع كل بيضك في سلة واحدة
أحد مفاهيم إدارة المخاطر في التداول التي يتم تجاهلها كثيرًا هو تنويع الأصول.
التداول فقط في زوج عملات واحد أو سوق واحد يجعل حسابك عرضة لخطر كبير في حال حدوث خبر مفاجئ أو انهيار في هذا السوق.
ما هو التنويع الجيد؟
- التداول في أكثر من أصل (فوركس + ذهب + مؤشرات)
- عدم فتح صفقات كلها مرتبطة بعملة واحدة (مثلاً: EUR/USD وGBP/USD)
- توزيع رأس المال على أكثر من استراتيجية
التنويع لا يمنع الخسائر، لكنه يقلل من شدّتها ويمكّنك من الصمود وقت التقلبات.
لكل مبدأ من هذه المبادئ دور مهم ومتكامل ضمن خطة إدارة المخاطر في التداول. لا يمكن الاعتماد على واحدة فقط وتجاهل الأخرى.
- وقف الخسارة في التداول يحميك من الانهيار.
- أوامر التداول الأخرى مثل جني الأرباح تعزز ربحيتك.
- نسبة المخاطرة إلى العائد تضمن أنك رابح على المدى الطويل.
- حجم الصفقة يضبط المخاطرة بشكل دقيق.
- التنويع يحمي محفظتك من الصدمات.
ببساطة: لا توجد استراتيجية تداول ناجحة بدون هيكل قوي من إدارة المخاطر.
| الأداة | الاستخدام | نصيحة عملية |
| أمر وقف الخسارة | يغلق الصفقة تلقائيًا عند الوصول لسعر معين | ضعه عند نقطة فشل الفرضية، وليس حيث “تشعر” بالأمان. |
| حاسبة حجم الصفقة | تحويل النسبة المئوية إلى حجم صفقة مناسب | استخدم الحاسبات المجانية التي توفرها المنصات وتأكد منها قبل كل دخول. |
| حاسبة العائد إلى المخاطرة | تصور الأرباح مقابل المخاطر المحتملة | لا تدخل صفقة تقل عن 1:2 إلا في حالات نادرة ومع مبررات قوية. |
| دفتر التداول | لتوثيق المشاعر والقرارات والأداء | سجل كل صفقة: لماذا دخلتها؟ ما شعورك؟ هل اتبعت الخطة؟ |
| التقويم الاقتصادي | لمعرفة مواعيد الأخبار المؤثرة | تجنب فتح صفقات أو ضع وقف ضيق قبل الأخبار الكبيرة مثل قرار الفائدة أو بيانات الوظائف. |
خطوات عملية لبناء خطة إدارة المخاطر في التداول
إذا كنت تتداول دون خطة واضحة لإدارة المخاطر، فأنت عمليًا تمشي في حقل ألغام. بناء خطة فعّالة لإدارة المخاطر ليس رفاهية، بل ضرورة لكل متداول يريد الاستمرار على المدى الطويل.
فيما يلي خطوات تفصيلية تساعدك على بناء خطة قوية ومدروسة لحماية حسابك والتحكم في خسائرك بطريقة احترافية.

الخطوة 1: تحديد الحد الأقصى للمخاطرة الشهرية (Drawdown Limit)
ابدأ بوضع سقف للخسارة الشهرية.
هذه الخطوة تمنعك من الانجراف خلف الصفقات المتتالية أو الانتقامية.
مثال عملي:
إذا كان رأس مالك 10,000 دولار، يمكنك وضع حد شهري للخسارة لا يتجاوز 10% (أي 1000 دولار).
عند الوصول لهذا الحد، تتوقف عن التداول لبقية الشهر وتبدأ بمراجعة ما حدث.
هذه القاعدة تحميك من الانهيار المفاجئ، وتمنحك فرصة للتقييم وإعادة التركيز.
الخطوة 2: تحديد نسبة المخاطرة لكل صفقة
أحد أهم قواعد إدارة المخاطر في التداول هي عدم المخاطرة بأكثر من 1% إلى 2% من رأس المال في الصفقة الواحدة.
لماذا؟ لأن الخسائر الصغيرة متوقعة وطبيعية، ويمكن تعويضها بسهولة.
أما الخسائر الكبيرة فهي تهدد الحساب بالكامل.
مثال: إذا كنت تملك 5000 دولار، فإن نسبة 2% تعني أن أقصى خسارة في صفقة واحدة هي 100 دولار فقط.
الخطوة 3: تحديد نسبة العائد إلى المخاطرة (Risk:Reward Ratio)
هنا تأتي أهمية التفكير في نسبة العائد مقابل المخاطرة. يجب أن تكون نسبة RRR على الأقل 1:2.
ما معنى هذا؟
يعني أنك إذا خاطرت بـ 100 دولار، فيجب أن يكون هدف الربح 200 دولار أو أكثر.
الفكرة هنا هي أنه حتى لو خسرت 6 صفقات وربحت 4 فقط، ستظل رابحًا لأن كل صفقة رابحة تغطي ضعف الخسارة.
الخطوة 4: حساب حجم الصفقة باستخدام أدوات التداول
لحساب الحجم المناسب لكل صفقة، تحتاج إلى معرفة ثلاثة عناصر:
- سعر الدخول
- مستوى وقف الخسارة في التداول
- قيمة رأس المال المخصص للمخاطرة
استخدم حاسبة حجم الصفقة التي تقدمها أغلب المنصات أو المواقع المتخصصة.
هذه الخطوة تترجم استراتيجيتك إلى رقم واضح، وتمنعك من فتح صفقات أكبر مما يتحمل حسابك.
الخطوة 5: استخدام أوامر التداول التلقائية (وقف الخسارة في التداول وجني الأرباح)
لا تعتمد على الخروج اليدوي من الصفقة. في الأسواق المتقلبة، ثانية واحدة قد تكلّفك مئات الدولارات.
لذلك:
ضع أوامر التداول مثل:
- وقف الخسارة في التداول عند المستوى الذي تُعتبر فيه الصفقة فاشلة.
- أمر جني الأرباح عند الهدف المحدد مسبقًا بناءً على نسبة العائد إلى المخاطرة.
هذه الأوامر تحميك من القرارات العاطفية والتذبذبات الحادة في السوق.
الخطوة 6: تسجيل كل صفقة في دفتر التداول
إدارة المخاطر لا تقتصر على الأرقام فقط، بل تشمل أيضًا الجانب النفسي والانضباط.
أنشئ دفتر تداول توثق فيه:
- سبب دخول الصفقة
- أين وضعت أمر وقف الخسارة وجني الأرباح؟
- كيف كان شعورك وقت الدخول والخروج؟
- هل اتبعت خطتك أم خالفتها؟
المراجعة المستمرة تبني وعيًا ذاتيًا، وتكشف لك أنماط السلوك التي قد تؤدي للخسارة.
الخطوة 7: مراجعة الأداء أسبوعيًا أو كل 20 صفقة
لا تقع في فخ تعديل الخطة بعد صفقة أو اثنتين.
امنح استراتيجيتك فرصة كافية لتُظهر نتائجها الفعلية.
قم بتحليل النتائج بعد كل 20 صفقة على الأقل.
اسأل نفسك:
- هل التزمت بخطة إدارة المخاطر؟
- ما هي الأخطاء المتكررة؟
- هل نسبة العائد إلى المخاطرة فعالة؟
- هل تحتاج إلى تقليل أو زيادة نسبة المخاطرة؟
هذه المراجعة ستساعدك على تحسين خطة التداول باستمرار، دون الوقوع في قرارات عشوائية.
| الخطوة | الغرض الأساسي |
| تحديد خسارة شهرية قصوى | الحماية من الاستنزاف الكامل للحساب |
| تحديد نسبة مخاطرة للصفقة | تثبيت الانضباط وعدم التعرض لخسائر كارثية |
| تحديد نسبة العائد للمخاطرة | الحفاظ على ربحية طويلة الأمد حتى مع صفقات خاسرة |
| حساب الحجم المناسب للصفقة | منع الإفراط أو التهور في أحجام العقود |
| استخدام أوامر التداول التلقائية | حماية تلقائية من التقلبات والقرارات العاطفية |
| توثيق كل صفقة في دفتر التداول | تطوير السلوك والتعلم من الأخطاء |
| مراجعة استراتيجية التداول دورياً | التعديل الذكي للاستراتيجية بناءً على بيانات كافية |
بتطبيق هذه الخطوات السبع، تكون قد وضعت الأساس الحقيقي للتداول الاحترافي.
فحتى أفضل استراتيجيات التداول لا تصمد بدون نظام صارم لإدارة المخاطر.
وتذكر دائمًا:
إدارة المخاطر في التداول ليست مجرد أداة مساعدة، بل هي “درعك” في وجه تقلبات السوق، و”حزام الأمان” في كل صفقة تدخلها.
أخطاء شائعة في إدارة المخاطر في التداول (تجنّبها الآن قبل أن تدفع الثمن!)
رغم أن الكثير من المتداولين يعرفون أساسيات إدارة المخاطر في التداول، إلا أن التطبيق العملي يختلف تمامًا عن المعرفة النظرية. فغالبًا ما يتخذ المتداول قراراته تحت ضغط السوق أو بفعل العاطفة، فيقع في أخطاء تؤدي إلى تآكل رأس المال، وأحيانًا إلى تصفير الحساب بالكامل.

❌ 1. تحريك أمر وقف الخسارة بعيدًا عن الخطة
يُعد تغيير مكان وقف الخسارة في التداول من أكثر الأخطاء شيوعًا وخطورة.
يبدأ الأمر بعبارة بسيطة: “أعطي الصفقة شوية مجال… يمكن ترتد.”
لكن النتيجة غالبًا هي: خسارة أكبر وخروج مؤلم.
عندما تضع وقف الخسارة، فأنت تضعه عند نقطة تُثبت أن تحليلك كان خاطئًا.
تحريكه يعني أنك ترفض الاعتراف بالخطأ… وهذه بداية الانهيار.
نصيحة عملية: لا تحرك وقف الخسارة مطلقًا بعد دخول الصفقة، إلا في حال كنت تُدير الصفقة برفعه لحماية الأرباح، وليس للهروب من الخسارة.
❌ 2. الدخول بحجم صفقة أكبر من اللازم
في بعض الأحيان، يشعر المتداول أن “هذه الصفقة لن تُعوض” ويقوم بمضاعفة حجم الصفقة بشكل غير منطقي، ظنًا منه أنه سيحقق ربحًا كبيرًا بضربة واحدة. وهنا تبدأ الكارثة.
إدارة المخاطر في التداول تعتمد على الاستمرارية وليس المغامرة. الصفقة المثالية من وجهة نظرك قد تنقلب بضغطة زر من بنك مركزي أو تقرير اقتصادي غير متوقع.
نصيحة عملية: استخدم حاسبة حجم الصفقة، ولا تدخل بأي صفقة تفوق نسبة 2% من رأس مالك، مهما بدا التحليل قويًا.
❌ 3. التداول الانتقامي (Revenge Trading)
واحدة من أكثر العادات تدميرًا في التداول وهي التداول الانتقامي
تخسر صفقة؟ فتقرر الدخول فورًا في صفقة جديدة بـ حجم أكبر، وبدون تحليل كافٍ، فقط “لرد الاعتبار”.
النتيجة؟ غالبًا خسارة ثانية، ثم ثالثة، ثم انهيار كامل للحساب.
التداول لا يُصلح بالعاطفة. أوامر التداول التي تُنفذ بدافع الانتقام تكون عمياء، وغالبًا تقود إلى قرارات غير منطقية.
نصيحة عملية: إذا خسرت صفقة كبيرة، أغلق المنصة مؤقتًا، اخرج للمشي، أو اكتب في دفتر التداول ما حدث. لا تدخل صفقة جديدة وأنت في حالة غضب.
❌ 4. تجاهل الترابط بين الصفقات
كثير من المتداولين يفتحون عدة صفقات في نفس الوقت، على أزواج عملات مختلفة، ويظنون أنهم ينوعون المخاطر.
لكنهم لا يدركون أن هذه الأزواج مرتبطة ببعضها.
مثال:
- شراء EUR/USD
- بيع USD/JPY
قد تعتقد أنهما صفقتان منفصلتان، لكن فعليًا أنت معرض مرتين لحركة الدولار.
إذا ارتفع الدولار، تخسر في كليهما.
وهنا يظهر مفهوم مهم في إدارة المخاطر في التداول وهو ما يُعرف بـ “المخاطرة المجمّعة”.
نصيحة عملية: راقب العلاقة بين الأصول، وابتعد عن فتح صفقات متعددة على أزواج مرتبطة. استخدم التنويع الحقيقي، وليس الوهمي.
❌ 5. تجاهل الأخبار والتقويم الاقتصادي
قد تدخل صفقة فنية ممتازة، لكن خلال دقائق يصدر خبر مهم مثل قرار فائدة أو بيانات التضخم، فتقلب السوق رأسًا على عقب.
أوامر التداول مثل وقف الخسارة قد لا تُفعل بالسعر المتوقع وقت الأحداث، بسبب ما يُعرف بـ “الانزلاق السعري” (Slippage).
نصيحة عملية: راقب التقويم الاقتصادي يوميًا. إذا كانت هناك أخبار عالية التأثير، إما أن تتجنب الدخول، أو تضبط وقف
الخسارة بشكل أوسع، أو تخفض حجم الصفقة.
❌ 6. الاعتماد على “الحظ” بدل الخطة
أحيانًا، المتداول يربح صفقة بدون خطة أو تحليل… بالصدفة.
فيتوهم أنه يمتلك “حاسة السوق”، ويبدأ بتكرار نفس السلوك العشوائي.
لكن عاجلًا أم آجلًا، السوق يُعاقب من لا يحترمه.
إدارة المخاطر في التداول ليست وسيلة للربح السريع، بل نظام يحميك حتى تنضج مهاراتك.
نصيحة عملية: لا تحكم على أداءك من خلال صفقة أو اثنتين.
الحكم العادل يأتي بعد 20–30 صفقة موثقة في دفتر التداول.
تذكّر دائمًا:
السوق لا يُكافئ من يخاطر بتهوّر، بل من يدير مخاطره بذكاء وثبات.
هل وجدت نفسك في أحد هذه الأخطاء؟
ابدأ بتعديل سلوكك تدريجيًا، وراقب تحسّن نتائجك بمرور الوقت.
إدارة المخاطر في التداول ليست ترفًا – بل ضرورة وجود.
التداول بدون إدارة مخاطر هو مخاطرة مضمونة
إذا كنت تأخذ التداول بجدية، فأول ما يجب أن تتقنه هو إدارة المخاطر. ليس التحليل، ولا المؤشرات، بل حماية رأس مالك.
🎯 هدفك الأساسي كمتداول: النجاة أولًا، الربح ثانيًا.
استمر في التعلم، سجل تجاربك، واضبط خطتك باستمرار. السوق لا يرحم، لكن من يتعلم كيف يحمي نفسه… يربح في النهاية.
هل لديك خطة واضحة لإدارة المخاطر؟ ابدأ اليوم. ولا تترك مصير حسابك للعشوائية.
