هذه 3 أسهم شركات الذكاء الاصطناعي ارتفعت في 2024 – هل لا يزال هناك فرصة للاستثمار؟ شهد عام 2024 ارتفاعًا هائلًا في أسهم الذكاء الاصطناعي، حيث تضاعفت أسعار العديد من أسهم شركات الذكاء الاصطناعي التي تقود هذا المجال، مما جعل المستثمرين يتساءلون: هل فات الأوان للانضمام إلى هذا الارتفاع؟ أم أن هناك مزيدًا من الفرص للاستفادة من هذا التوجه العالمي؟
لا شك أن الذكاء الاصطناعي أصبح واحدًا من أكبر المحركات الاقتصادية في العالم، حيث تتسابق الشركات الكبرى للاستثمار فيه لتعزيز الإنتاجية وتحسين الخدمات. ومع دخول شركات الذكاء الاصطناعي الصيني بقوة إلى هذا المجال، أصبح السوق أكثر تنافسية من أي وقت مضى.
في هذه المقالة، سنتحدث عن ثلاثة من أسهم شركات الذكاء الاصطناعي التي سجلت نموًا استثنائيًا في 2024، ونستكشف العوامل التي ساعدت على نجاحها، وما إذا كانت لا تزال تحتفظ بفرص نمو مستقبلية.

لماذا ارتفعت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي في 2024؟
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية متقدمة، بل أصبح أداة قوية تعتمد عليها الشركات لتعزيز الإنتاجية، وتحليل البيانات، وأتمتة العمليات. ومع ازدياد الطلب على الحلول الذكية، شهدت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي ارتفاعات كبيرة بفضل عدة عوامل رئيسية:
- زيادة الاستثمارات العالمية في الذكاء الاصطناعي: تدفقت مليارات الدولارات على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى تسارع النمو في هذا المجال.
- التوسع في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي: الطلب المتزايد على الحوسبة السحابية والمعالجات المتقدمة أدى إلى نمو شركات التكنولوجيا المتخصصة في هذا المجال.
- اعتماد الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات: من التمويل والرعاية الصحية إلى التجارة الإلكترونية والتصنيع، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الأعمال.
- دخول الصين إلى المنافسة بقوة: بدأت شركات الذكاء الاصطناعي الصيني في تقديم حلول مبتكرة تنافس الشركات الغربية، مما زاد من ديناميكية السوق.
- تفاؤل المستثمرين: ارتفاع الطلب على الذكاء الاصطناعي أدى إلى جذب اهتمام المستثمرين، مما عزز ارتفاع الأسهم في هذا القطاع.
شركة بالانتير تكنولوجيز (Palantir Technologies – PLTR)
- القيمة السوقية: 185.9 مليار دولار
- العائد الإجمالي في 2024: 340.5%
بالانتير هي شركة متخصصة في تحليل البيانات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد بدأت عملها بتقديم حلول استخباراتية للحكومة الأمريكية، لكنها توسعت لاحقًا إلى القطاع التجاري.
ما الذي يدفع أسهم بالانتير للارتفاع؟
تستخدم الشركة منصات مثل Gotham وFoundry لمساعدة الحكومات والشركات في تحليل كميات ضخمة من البيانات واتخاذ قرارات أكثر ذكاءً. لكن السبب الأكبر وراء ارتفاع السهم في 2024 كان إطلاق الشركة لمنصة AIP (Artificial Intelligence Platform)، والتي دمجت بين الذكاء الاصطناعي والنماذج اللغوية المتقدمة.
ساهم هذا الابتكار في تحقيق نمو بالإيرادات بنسبة 30% خلال الربع الثالث من 2024، ليصل إلى 725.5 مليون دولار. وكانت الإيرادات التجارية في الولايات المتحدة وحدها قد ارتفعت بنسبة 54%.
هل لا تزال أسهم بالانتير تمتلك فرص نمو؟
على الرغم من نجاحها، يعتقد بعض المحللين أن سعر السهم أصبح مرتفعًا جدًا، مما قد يعرضه لتصحيح في حال لم تتمكن الشركة من تحقيق مزيد من النمو القوي. ومع ذلك، يبقى الطلب على حلول تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي عاملاً أساسيًا قد يساعد الشركة على مواصلة النمو في السنوات القادمة.
شركة إنفيديا (Nvidia – NVDA)
- القيمة السوقية: 3.56 تريليون دولار
- العائد الإجمالي في 2024: 171.2%
تُعد إنفيديا واحدة من أكبر المستفيدين من ثورة الذكاء الاصطناعي، حيث توفر معالجات GPU المستخدمة في تشغيل الأنظمة الذكية والتطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
ما الذي يجعل إنفيديا رائدة في هذا المجال؟
تحتاج تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى قوة حوسبية هائلة، وهنا يأتي دور معالجات إنفيديا التي يعتمد عليها عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت، وألفابت (جوجل)، وميتا في تشغيل أنظمتهم الذكية.
شهدت الشركة نموًا هائلًا في الإيرادات:
- إيرادات 2024: 60.9 مليار دولار
- إيرادات متوقعة لعام 2025: 129 مليار دولار (بزيادة تفوق 100%)
هل لا تزال إنفيديا فرصة استثمارية؟
يعتقد بعض المحللين أن السوق قد استوعب بالفعل إمكانيات إنفيديا، وأن السهم ربما يكون قد وصل إلى تقييم عالٍ جدًا. ومع ذلك، يبقى الذكاء الاصطناعي في مراحله المبكرة، مما قد يمنح إنفيديا مزيدًا من فرص النمو في المستقبل، خصوصًا إذا واصلت تطوير تقنيات أكثر كفاءة.
شركة برودكوم (Broadcom – AVGO)
- القيمة السوقية: 1.14 تريليون دولار
- العائد الإجمالي في 2024: 109.6%
برودكوم هي شركة متخصصة في أشباه الموصلات والبنية التحتية البرمجية، وقد شهدت أسهمها نموًا قويًا بفضل الطلب الكبير على رقائق الذكاء الاصطناعي.
كيف استفادت برودكوم من الذكاء الاصطناعي؟
في عام 2024، ارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 44% لتصل إلى 51.6 مليار دولار، وكان ذلك مدفوعًا بزيادة مذهلة بلغت 220% في الإيرادات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
إضافةً إلى ذلك، قامت الشركة برفع توزيعات أرباحها بنسبة 11%، ما جعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن أسهم ذات توزيعات أرباح مستقرة.
هل يمكن أن تستمر برودكوم في النمو؟
على الرغم من أن برودكوم في موقع قوي داخل سوق الذكاء الاصطناعي، إلا أن قطاع أشباه الموصلات معروف بتقلباته. ومع ذلك، لا يزال الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي مرتفعًا، مما يمنح الشركة فرصة لمزيد من التوسع خلال السنوات القادمة.
هل فات الأوان للاستثمار في أسهم الذكاء الاصطناعي؟
شهد عام 2024 صعودًا مذهلًا في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، لكن السؤال الأهم: هل لا تزال هناك فرصة للاستفادة من هذا النمو؟
يُتوقع أن يواصل الذكاء الاصطناعي توسعه، ولكن هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار:
- التقييم المرتفع: بعض أسهم شركات الذكاء الاصطناعي قد تكون وصلت إلى أسعار مرتفعة جدًا، مما قد يعرضها لتقلبات سعرية.
- المنافسة المتزايدة: دخول الذكاء الاصطناعي الصيني إلى السوق بقوة قد يغير معادلة المنافسة العالمية.
- عوامل الاقتصاد الكلي: أسعار الفائدة، والتضخم، والظروف الاقتصادية يمكن أن تؤثر على أسهم التكنولوجيا.
إذا كنت مهتمًا بهذا المجال، فمن المهم متابعة اتجاهات أسهم الذكاء الاصطناعي، ونمو الشركات، وتأثير الابتكارات الجديدة على السوق، حيث لا تزال هناك فرص مثيرة في هذا القطاع سريع التطور.

ديب سيك – الذكاء الاصطناعي الصيني الذي يعيد تشكيل المشهد العالمي
في الآونة الأخيرة، برز تطبيق صيني جديد يُدعى “ديب سيك” (DeepSeek) كقوة مؤثرة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما أثار اهتمامًا عالميًا واسعًا. تم تطوير هذا التطبيق من قبل شركة ناشئة صينية، ويُقال إنه يقدم أداءً مشابهًا أو حتى متفوقًا على النماذج الرائدة في الولايات المتحدة، وبتكلفة أقل بكثير.
ما هو ديب سيك؟
تأسست شركة ديب سيك في ديسمبر 2023 على يد ليانغ وينفنج، وأصدرت أول نموذج لغة للذكاء الاصطناعي في العام التالي. يُقال إن نماذجها الرئيسية، مثل DeepSeek-V3 وDeepSeek-R1، تنافس النماذج الرائدة مثل تلك التي طورتها OpenAI وMeta. وفقًا للشركة، فإن تكلفة استخدام نموذج DeepSeek-R1 أقل بـ20 إلى 50 مرة من نموذج OpenAI o1، حسب طبيعة المهمة.
أثار ظهور ديب سيك ردود فعل متباينة على الساحة العالمية. فمن جهة، أدى التطبيق إلى خسائر كبيرة في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى، حيث خسر أثرى 500 شخص في العالم ما مجموعه 108 مليارات دولار إثر عمليات بيع مكثفة لأسهم شركات التكنولوجيا المتأثرة بظهور تطبيق ديب سيك.
من جهة أخرى، يسلط نجاح ديب سيك (الذكاء الاصطناعي الصيني) الضوء على قيود ضوابط التصدير الأميركية التي تهدف إلى الحد من وصول الصين إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
أثارت ديب سيك قلقًا في الأوساط العسكرية والتكنولوجية. فقد أصدرت البحرية الأميركية تعليمات لأفرادها بتجنب استخدام تطبيق ديب سيك بسبب المخاوف الأمنية والأخلاقية المحتملة المرتبطة بأصل النموذج واستخدامه.
رغم النجاح الذي حققته ديب سيك (الذكاء الاصطناعي الصيني)، إلا أن هناك تساؤلات حول كيفية تحقيقها لهذا التقدم السريع. يشير بعض المحللين إلى أن الشركة قد تكون استخدمت تقنيات أو مكونات محظورة بموجب القيود الأميركية، مما يثير تساؤلات حول شرعية عملياتها.
يُظهر ظهور ديب سيك (الذكاء الاصطناعي الصيني) كيف يمكن لتطبيق واحد أن يُحدث تأثيرًا كبيرًا على الساحة العالمية، سواء من حيث الابتكار أو التحديات المرتبطة به. مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، من المهم مراقبة هذه التطورات وفهم تأثيرها على الأسواق العالمية والمجتمعات.