استثمرت المملكة العربية السعودية متمثلة في صندوق الاستثمارات السعودي أو ما يعرف بـ (صندوق الاستثمارات العامة السعودي) مؤخرًا مبالغ كبيرة من المال لاكتساب نجوم كرة قدم دوليين، بما في ذلك لاعبين مشهورين مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة وغيرهم المزيد. الهدف من وراء هذه الاستحواذات هو تعزيز قوائم فرق الدوري السعودي للمحترفين.
في حين أن دولًا أخرى، مثل الصين والولايات المتحدة مع الدوري الأمريكي لكرة القدم ، حاولت أيضًا بناء بطولات رياضية محلية باستثمارات مالية كبيرة، يختلف نهج المملكة العربية السعودية في العديد من الجوانب الرئيسية. أولاً، يثير الالتزام المالي للمملكة (صندوق الاستثمار السعودية) أسئلة حول المنافسة العالمية والامتثال لقواعد اللعب المالي النظيف في أوروبا.
علاوة على ذلك ، فإن ما يميز هذا المسعى هو مشاركة الحكومة السعودية على نطاق واسع ، بمشاركة نشطة من صندوق الثروة السيادية للمملكة (صندوق الاستثمارات السعودي) وشركة النفط العملاقة المملوكة للدولة (شركة أرامكو). لذلك ، من الأهمية بمكان فهم أهداف المملكة العربية السعودية والآثار المحتملة لهذا التدفق الكبير للأموال على مشهد كرة القدم العالمي.
صندوق الاستثمارات السعودي وكرة القدم العالمية
تستكشف المملكة العربية السعودية حاليًا استراتيجيات لجذب المزيد من المستثمرين الخارجيين من أجل تعزيز منافستها الكروية الأولى. هذه المبادرة هي جزء من تجديد شامل بدأ بتدفق لاعبين مشهورين من أوروبا.
وفقًا لأفراد مطلعين على الأمر، تشارك رابطة المحترفين السعودية في مناقشات تتعلق باتفاقيات البث الجديدة والشراكات مع شركات الأسهم الخاصة. تهدف هذه الإجراءات إلى تعزيز جاذبية المنافسة حيث تسعى المملكة العربية السعودية من خلال (صندوق الاستثمارات العامة السعودي) إلى ترسيخ مكانتها كقوة مهيمنة في الرياضات الاحترافية في جميع أنحاء العالم.
في الآونة الأخيرة ، تولى صندوق الاستثمارات السعودي البالغ 700 مليار دولار وشركة النفط الحكومية “أرامكو” السيطرة على العديد من أندية دوري المحترفين. الهدف الأساسي لهؤلاء الملاك الجدد هو تطوير العلامات التجارية للأندية وإيراداتها، وفي نهاية المطاف بيع حصص للمستثمرين، بما في ذلك شركات الأسهم الخاصة العالمية. من خلال القيام بذلك ، يمكنهم الاستفادة من الخبرة التي تمتلكها هذه الشركات في الإشراف على الفرق الرياضية ، وبالتالي تعزيز النمو الكلي ونجاح الدوري.
صندوق الاستثمارات العامة السعودي ودور شركة أرامكو
أعطى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأولوية للرياضة كعنصر حاسم في تنويع الاقتصاد والابتعاد عن الاعتماد على النفط من خلال شركة أرامكو. تهدف هذه المبادرة إلى تغيير الصورة المحافظة للمملكة وجذب المزيد من السياحة. أعلن لاعبو كرة القدم البارزون ، مثل كريم بنزيمة من ريال مدريد وكاليدو كوليبالي من تشيلسي، عن قرارهم مؤخرًا بالانضمام إلى الدوري السعودي. بالإضافة إلى ذلك ، فإن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قد رسخ نفسه بالفعل في ساحة كرة القدم السعودية.
لزيادة الترويج للرياضة، خصصت الحكومة متمثلة في صندوق الاستثمارات السعودي مليارات الدولارات لجولة LIV Golf ، والتي نجحت في جذب لاعبين مشهورين مثل Phil Mickelson و Dustin Johnson. والجدير بالذكر أن نادي الاتفاق السعودي عيّن ستيفن جيرارد، لاعب وسط إنجلترا وليفربول السابق ، مديرًا جديدًا له.
أبدت شركات الأسهم الخاصة اهتمامًا بالاستثمار في فرق كرة القدم والبنية التحتية ذات الصلة. بينما جرت مناقشات بشأن الاستثمارات في بطولات الدوري الفرنسية والإسبانية، رفضت الأندية خطة مماثلة في ألمانيا. استحوذت بعض شركات الأسهم الخاصة على حصص في فرق فردية ، مثل استثمار RedBird Capital Partners في إيه سي ميلان وتولوز إف سي ، بالإضافة إلى استثمار كليرليك كابيتال في تشيلسي.

كرة القدم السعودية وسيطرة عالمية
وفقًا لتقرير بلومبرج، تعاونت رابطة الدوري السعودي للمحترفين مع وكالة الرياضة IMG لتأمين اتفاقيات قصيرة الأمد مع جهات البث في حوالي 30 سوقًا، بما في ذلك البرتغال والصين وإيطاليا. الهدف من هذه الاتفاقيات هو توسيع التعرض الدولي للمنافسة. تم الإبلاغ عن الإيرادات السنوية المتولدة من هذه الصفقات أقل من 10 ملايين دولار. يهدف الدوري إلى تحسين شروط العقد مع انضمام المزيد من اللاعبين المشهورين وزيادة تقييمات الفريق. في وقت سابق من هذا العام ، استعان الدوري بخبرة بيتر هوتون ، المتخصص المخضرم في الحقوق الرياضية والمدير التنفيذي السابق في Eurosport و Fox Sports ، كمستشار للدوري السعودي من حيث حقوق البث.
أعربت وزارة الرياضة السعودية عن أملها في أن تساعد خصخصة فرق كرة القدم في مضاعفة الإيرادات السنوية لدوري المحترفين السعودي بمقدار أربعة أضعاف إلى 480 مليون دولار بحلول نهاية العقد. اكتسب الدوري اهتمامًا كبيرًا في ديسمبر عندما وقع كريستيانو رونالدو عقدًا مع فريق النصر السعودي، تبلغ قيمته 200 مليون دولار سنويًا.
على الرغم من أن المتحدث الرسمي باسم الوزارة قد ترك سؤالًا محددًا حول جذب استثمارات الأسهم الخاصة إلى الدوري دون إجابة ، فقد ذُكر أن موسم 2022-2023 شهد أعلى نسبة مشاهدة على الإطلاق ، حيث حضر أكثر من 2.2 مليون شخص المباريات. علاوة على ذلك ، تم بث المباريات في 170 دولة.
الخلاصة
في الختام، يمكن القول إن استثمار المملكة العربية السعودية في لاعبي كرة القدم العالميين وتعزيز فرق الدوري السعودي للمحترفين يعكس رغبتها في تحقيق تطور رياضي كبير والمنافسة على المستوى العالمي. تمت المشاركة الواسعة من قبل صندوق الاستثمارات السعودي وشركة أرامكو تعكس التزام المملكة بتحقيق هذه الأهداف.
مع زيادة الترويج للرياضة وتوقيع اتفاقيات البث الدولية، يتوقع أن ينعكس هذا الاستثمار في زيادة الإيرادات والتقييمات للدوري السعودي، وهو ما يعزز مكانته وقدرته على جذب المزيد من الاستثمارات. ومن المتوقع أن يسهم هذا التطور في تعزيز العلامة التجارية للأندية وجذب المزيد من السياحة الرياضية إلى المملكة العربية السعودية.
بالرغم من التحديات المحتملة المتعلقة بالمنافسة العالمية والامتثال لقواعد اللعب المالي النظيف، إلا أنه ينبغي فهم أن استراتيجية المملكة تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانتها في مجال الرياضة. يتطلب ذلك توازنًا بين الاستثمار والمسؤولية المالية لضمان استدامة نمو الدوري السعودي وتعزيز تنافسيته في المستقبل.